Logo
الجمعة, 17 أكتوبر 2025
Logo
صورة الرئيس

مؤسسة تمكين — عشر سنوات من الالتزام، ومستقبلٌ زاخر بالإمكانات

الرسالة الرسمية

عشر سنوات.
عقدٌ من البذل والعمل والتعلُّم والإيمان الراسخ برؤيةٍ سامية.

حين أبصرت مؤسسة تمكين النور، كانت تحمل قناعةً بسيطة ولكنها جوهرية: أن التربية والتعليم هما السبيل الأسمى للنهوض بالفرد، ولتعزيز اللحمة المجتمعية، وتحقيق التنمية الشاملة للأوطان.
لم تكن بداياتنا مدعومة بوسائل ضخمة، بل بإرادة صلبة: إرادة لجعل التعليم أكثر شمولاً، أكثر عمقاً، وأكثر قدرة على إحداث التغيير الحقيقي.

وها نحن اليوم، بعد مسيرةٍ امتدت لعشر سنوات، لا ننظر إلى الوراء للاكتفاء بما تحقق، بل لنستشرف ما ينبغي إنجازه في المستقبل.

خلال هذا العقد، تحولت المؤسسة من فكرة إلى أثر ملموس. أطلقنا برامج وصلت إلى مئات الآلاف من المتعلمين، ودعمنا آلاف الأساتذة، ورافقنا الأسر، وأقمنا شراكات مع مختلف الفاعلين التربويين عبر ربوع المملكة. أنشأنا منصات رقمية، نظمنا أياماً وطنية للتكوين، عقدنا منتديات مفتوحة، وشاركنا في لحظات الحسم وصنع القرار.

لكن القلب النابض لتمكين هو فرق عملها. أولئك الذين يصلون إلى أبعد القرى والمداشر، يجالسون مديري المؤسسات التعليمية، ينصتون للأسر، ويبدعون حلولاً تستجيب لحاجات واقعية. عملهم ليس إدارياً ولا تقنياً فحسب. إنه إنساني، نابض بالأمل، وهو ما يمنح تمكين روحها وهويتها.

لهم، ولكل من ساندنا، ولجميع شركائنا في المغرب وخارجه، نعبر عن أصدق مشاعر الامتنان والعرفان. فثقتهم كانت ولا تزال مصدر إلهام واستمرار.

لقد تأسست المؤسسة على رؤية وطنية سامية عبّر عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، حين جعل من التربية والتكوين ثاني أولوية وطنية بعد الوحدة الترابية. تلك الرؤية كانت بوصلتنا، ومنها انبثقت "معادلة تمكين"، وهي نموذج متكامل يقوم على تمكين كل فاعل تربوي من خلال برامج مدروسة، وتحولات رقمية، وتعزيز القدرات البشرية.

نحن في تمكين نؤمن بأن إصلاح التعليم لا يمكن أن يكون مسؤولية الدولة وحدها. بل هو مسؤولية جماعية.
الأساتذة، المتعلمون، الأسر، المجتمع المدني، وصنّاع القرار… لكل منهم دور أساسي في معادلة تمكين، ويجب أن يتوفر لهم ما يلزم من أدوات وثقة وتقدير.

أما التكنولوجيا، فلم تكن يوماً بالنسبة لنا نزعة عابرة، بل التزاماً عميقاً. اعتمدنا التحول الرقمي بعناية وحرص، حتى يظل في خدمة المتعلم، لا العكس.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي، والواقعين الافتراضي والمعزز، وعوالم الميتافيرس، نؤكد التزامنا بجعل هذه الأدوات خادمة لتعليم مرن، عادل، ومتلائم مع تحديات العصر.

ويسعدنا أن نرى التوجهات الكبرى لمؤسسة تمكين تتناغم مع النموذج التنموي الجديد، الذي يعتبر التعليم الجيد للجميع أول أولوية استراتيجية للمغرب. هذا التقاطع يزكّي رؤيتنا، ويحثّنا على مواصلة السير بخطى أكثر عزماً.

كما أن بوصلتنا لا تقتصر على المغرب فقط. فأفريقيا، قارتنا، هي في صميم رؤيتنا. نحن نؤمن بأن مستقبلها يُبنى داخل فصولها الدراسية، ومدرجات جامعاتها، ومراكز بحوثها، ومختبرات ابتكارها.
ومن هذا المنطلق، دعونا بشراكة مع مؤسسات قارية إلى إعلان العقد 2026–2036 عقداً أفريقياً للتربية والتعليم، يضع التربية في صلب السياسات التنموية.

ومؤسسة تمكين، على أتم الاستعداد للمساهمة في هذه الرؤية الطموحة — لا بمفردها، بل في تآزر مع شركاء من مختلف القطاعات والبلدان. نحن بصدد توسيع حضورنا، والإنصات لبيئاتنا، والتعلم من تجارب الغير، وبناء مبادرات ذات أثر ملموس ومستدام.

وبعد عشر سنوات من العمل المتواصل، تتعزز لدينا القناعة بأن التربية ليست مساراً فردياً. إنها مسؤولية جماعية. وهي الإيمان الذي يلهم شعارنا:

#تمكين_معاً_ننجح

وإذ نفتح فصلاً جديداً في مسيرتنا، فإن رسالتنا مستمرة، متجددة، وغنية بقناعة عميقة: لا نهضة لأمة من دون نهوض بعقول أبنائها، وسموٍ بقلوبهم، وارتقاءٍ بطموحاتهم.

شكراً لكل من رافقنا ويسير معنا على هذا الدرب.

الرئيس: الدكتور عبد الإله كديلي